القطاع الطبي في الشهباء يدين العدوان السافر على مؤسسة طبية في تل رفعت

اصدر اليوم القطاع الطبي في الشهباء بياناً الى الرأي العام أدان فيه هجمات دولة الاحتلال التركي على مؤسسة طبية، كما وجهوا نداءاً الى جميع المؤسسات المهتمة بالشأن الانساني وخصوصاً منظمة الصليب الاحمر الدولي للخروج عن صمتهم والقيام بواجبهم الانساني .

ادلى  اليوم القطاع الطبي في الشهباء   ببيان استنكر فيه هجمات جيش الاحتلال التركي على مؤسسة طبية في ناحية تل رفعت  حيث تجمع  العشرات من اعضاء القطاع الطبي واعضاء مجلس ناحية تل رفعت امام مشفى تل رفعت  وقرأ البيان من قبل العاملة في القطاع الطبي زهيدة مصطفى

وجاء في نص البيان ما يلي :

يبدو أن جريمة احتلال عفرين من قبل دولة الاحتلال التركي وتهجير مئات الآلاف من سكانها في العام 2018 , واستمرار ارتكاب الجرائم بحق من تبقى من أهلها والمتزامن مع استمرار العمل على بناء التجمعات الاستيطانية في عفرين المحتلة لتثبيت بقاء المستقدمين إليها كبديل عن عودتهم إلى مناطقهم الأصلية , كل ذلك لم يكن كافياً , ولذلك ومنذ أكثر من خمس سنوات فإن الآلة العسكرية للدولة الفاشية التركية مستمرة في استهداف أولئك المدنيين المهجرين حتى ضمن جغرافيا نزوحهم القسري في مناطق الشهباء بهدف إعادة ترحيلهم مجدداً نحو المجهول.

وكما كان معتاداً فإن الهدف الأساسي من تصعيد العدوان والاستهداف في الأيام الأخيرة إنما هو لإنهاء شروط الحياة الطبيعية في جغرافيا التهجير الحالي , ولذلك لن يكون مهماً بالنسبة لدولة الإرهاب التركي حتى إذا كان ذلك الاستهداف قد طال أرواح المدنيين العزل , أو شمل بُنى أو مؤسسات تحرص جميع القوانين الدولية ومؤسساتها على حمايتها حماية خاصة بحكم وظيفتها

وعلى هذا الأساس فإن استهداف مشفى تل رفعت يوم أمس يُشكل تجاوزاً خطيراً للقوانين الدولية التي نصت على أن الهجمات الموجهة عمداً ضد المستشفيات والأماكن التي يُجمع فيها المرضى والجرحى وكذلك الهجمات الموجهة عمداً ضد كل حاملي الشعارات المميزة في اتفاقيات جنيف طبقاً للقانون الدولي من المباني والمواد والوحدات الطبية ووسائل النقل والأفراد , تُشكل جرائم حرب في حكم القانون الدولي.

ولكن ورغم أن هذا المشفى وعلى مدار سنوات متعددة كان ومازال يُقدم الخدمة الطبية والإنسانية للمواطنين المدنيين في هذه المناطق.

إلا أن ذلك لم يكن ليمنع آلة العدوان عن استهدافه من بعد ظهر يوم أمس , الأمر الذي أدى إلى جرح أربعة أشخاص من المدنيين وكذلك من الكادر الطبي العامل وجراح اثنين منهما خطيرة , إضافة إلى ما رافق ذلك من أضرار مادية جسيمة في البنية التحتية للمشفى بما في ذلك خروج سيارة الإسعاف العائدة له عن الخدمة.

اليوم وباسم جميع العاملين في القطاع الطبي في مناطق الشهباء ونخص بالذكر منهم العاملين في مشفى تل رفعت الجراحي , نُدين وبأشد العبارات العدوان السافر على مؤسسةٍ طبيةٍ نعتزُّ بأنها قدمت الخدمة الإنسانية لعشرات الآلاف من المرضى من جميع المكونات أو الانتماءات الموجودة في الوطن السوري, وفقاً للقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي نؤمن بها , والتي نُجاهد لجعلها ثقافة ومثالاً يُحتذى بها.

كما نوجه نداءنا إلى جميع المؤسسات المهتمة بالشأن الإنساني وخصوصاً منظمة الصليب الأحمر الدولي وكذلك الجهات الحقوقية المعنية , للخروج عن صمتها واتخاذ ما يُمليه عليها الواجب الإنساني في الدفاع عن القيم والمُثل التي أنشئت منظماتهم من أجلها.

كما نُبدي أسفنا واستغرابنا الشديدين إزاء الصمت الروسي بوصفها دولة ضامنة وذات نفوذ حيال هذه الانتهاكات والجرائم.

وفيما صرحت مديرة مشفى ناحية تل رفعت فهيمة كوشان لوكالتنا حول استهداف المؤسسة الطبية قائلة " بأن جيش الاحتلال التركي قام ليلة الامس باستهداف مباشر لمشفى ناحية تل رفعت مما أسفر عن اصابة 4 اشخاص بجروح ومن بينهم العامل في القطاع الطبي وهو في حالة خطرة جداً ، ان مشفى ناحية تل رفعت تم تأسيسه منذ عامين وهو ذو اهمية كبيرة كونه يقوم بتغطية وتقديم الخدمات الطبية ليس فقط لمركز ناحية تل رفعت وانما للقرى والنواحي القريبة ايضاً مثل ناحيتي شيراوا وشرا.

واكدت فهيمة في حديثها بأنه رغم جميع السياسات التي تتماشى على مناطق الشهباء من الحصار ومنع حكومة دمشق ادخال اية مواد طبية، نرى اليوم وامام مرآى القوات الروسية، يتم استهداف المشفى وخاصة بأن النقطة الروسية تقع خلف المشفى بشكل مباشر ورغم ذلك لم تقم بواجبها  حيال هذه الهجمات  فهي ايضاً شريكة لدولة الاحتلال التركي من خلال التزامها الصمت.

وانهت فهيمة كوشان مديرة مشفى ناحية تل رفعت حديثها مستنكرة كافة هجمات دولة الاحتلال التركي  ومطالبة الجهات المعنية بالتدخل وايقاف هذه الجرائم بحق المدنيين.